في عام 2004، اجتمع تحالف من المنظمات الدينية والسياسية والإنسانية للتصدي للتقارير المثيرة للقلق التي بدات في الورود بشأن الأعمال الوحشية الجارية بمنطقة دارفور بغرب السودان منذ عام 2003. وعلى مدى عدة سنوات، قامت تلك المنظمات برفع مستوى الوعي ونادت باتخاذ إجراءات دولية لدعم سعي الشعب السوداني من أجل تحقيق السلام ووضع حد للنظام االعنيف الذي يترأسه عمر البشير، الذي أطيح به من السلطة في أبريل 2019. ، ولقد قام رئيس الوزراء المدني الجديد في السودان مؤخرا بربط التغيرات الجوهرية في هيكل الحكم في السودان بالتضامن الذي الذي يجمع بين هؤلاء الناشطين والمنظمات الدولية.
أدت عمليات المؤازرة والدعم في الولايات المتحدة التي تصب اهتمامها على الإبادة الجماعية في دارفور إلى قيام دور عبادة بإبراز لافتات توعوية، ومشاركة أكثر من مليون مواطن عادي في التوقيع علي عرائض، فضلا عن مشاركة أكثر من 50,000 شخص في مسيرة احتجاج امام مول الكابيتول في تجمع حاشد خلال عام 2006، حيث استمعوا إلى متحدثين كان من بينهم السيناتور آنذاك باراك أوباما وإيلي ويسل وجورج كلوني. وعقب مضي أكثر من 10 سنوات من استعراض القوة السياسية. والتعبير عنالقلق، بدأت الآمال والتطلعات التي تم التعبير عنها في ذلك اليوم تتحول إلى حقيقة جديدة على أرض السودان. فقد تمكنت حركة الاحتجاج السلمي السودانية التي بدأت نشاطها في ديسمبر 2018 من تغيير الديناميات السياسية في البلاد بنجاح، وقد قال رئيس الوزراء السوداني للناشطين في الولايات المتحدة وحول العالم الذين كانوا جزءًا من هذا النضال بأن ما قاموا به هو أمر محل تقدير وأنه كان ضروريًا للوصول إلى ما نحن عليه الآن.
“… لقد ساهمت الحملة التي انطلقت هنا في الولايات وفي أماكن أخرى من العالم في إيجاد هذا الزخم الذي ساعد شعبنا داخل البلاد على إسقاط الديكتاتورية. لذلك فإن النضال هنا، والذي يشمل حركات مثل حركة دارفور، ومنظمة كفاية، وحركة أنقذوا دارفور، وكل هذه الجهود على مر السنين ساعدنا على الوصول إلى ما نحن فيه الآن، وأعتقد أننا نقدر ذلك على أكمل وجه ونحن مدينون لذلك الجهد.”
تُظهر تعليقات رئيس الوزراء حمدوك أن المدافعين عن المجتمعات المستهدفة في دارفور والمتحدثون باسمها، وكذلك المجتمع المدني السوداني ومجموعات المغتربين،يثمنون ويقدرون الاهتمام العالمي الذي أوجدته الحركة إزاء محنة الضحايا. ولقد كان للنشاط دور أساسي في حشد الموارد الإنسانية لتلبية احتياجات المتضررين والنازحين بسبب النزاع، كما أنه ساعد في دعم الدعوات من أجل تحقيق العدالة وخضوع مرتكبي العنف للمساءلة. تقف جسور التضامن والشراكة التي تربط بين النشطاء الشعبيين على المستوى الدولي والمجتمع المدني السوداني ومجتمعات المغتربين صامدة وقوية حتى يومنا هذا.
إلى جميع النشطاء الذين شاركوا في مسيرات وأضربوا عن الطعام وكتبوا الخطابات وألقوا بالخطب ، إن كلمات رئيس الوزراء حمدوك حول دور النشطاء الدوليين سوف تظل راسخة في الأذهان لفترة طويلة وستظل محل تقدير واحترام. إنها بمثابة تذكير بأن النشاط يجب أن يستمر حتى يتحقق تغيير حقيقي ودائم، بغض النظر عن المدة التي يستغرقها هذا الأمر.
تأسست منظمة Enough Project عام 2007 على يد جايل سميث وجون برندرغاست للمساعدة في تسخير وزيادة فعالية وقوة الحركة التي بدأت كرد فعل للإبادة الجماعية في دارفور. وستظل المنظمة وشريكها، ذا سينتري، يدعمان تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق السلام وحقوق الإنسان والحكم الرشيد.